مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 10/17/2021 11:47:00 م

               هل يمكن تجميد الكائنات الحيّة ؟ 

                           (الجزء الثاني) 

هل يمكن تجميد الكائنات الحيّة ؟ .. (الجزء الثاني)
هل يمكن تجميد الكائنات الحيّة ؟ .. (الجزء الثاني) 

 تكلّمنا في المقال السابق عن كيفيّة تجميد البشر بعد موتهم , سنتابع في هذا المقال عن ضرر الدماغ إذا تم خفض درجة حرارته .

لماذا يتضرّر الدماغ عند خفض درجة حرارته؟

  • السبب الأوّل هو تحول خلايا |الدماغ| عند درجات |الحرارة| المنخفضة إلى شكلٍ أشبه بالزجاج ما يجعلها هشّةً جداً وقابلة للتصدّع أو التكسّر بسهولة.
  • السبب الثاني هو أن تلك الخلايا إذا تعرضت إلى إنخفاضٍ مفاجئٍ في درجة حرارتها فإنها ستتعرّض لما يُعرف بإسم |الضغط الحراري| الذي يؤدي إلى تكسّرها أيضاً.
  • السبب الثالث أنه عند محاولة |تجميد الدماغ| يجب إستخدام مواد كيميائيّة خافضة من البرد لحمايتها من التكسّر بفعل التجميد، ولكن هذه المواد سامّة ولها آثار سلبيّة كثيرة على |الخلايا الدماغيّة| فالخلايا التي قد لا تتكسر ستتسمم وتتلف.

ما إستطاع |العلم| إنجازه في هذا المجال حتى الآن هو تجميد دماغ أرنب بدرجة حرارة وصلت إلى 135 درجة مئوية تحت الصفر مع الحفاظ عليه دون تخريب ولكن عند إعادته إلى درجة الحرارة الطبيعيّة كانت جميع وظائفه الحيوية قد توقفت فهو ميتٌ عملياً.

هل هناك أشخاصٌ بدؤوا بإستخدام تقنية التجميد؟

  • تقول بعض المراجع بأن حوالي مئتين وخمسين شخصاً (معظمهم في الولايات المتحدة الأمريكيّة) حتى الآن جمّدوا أنفسهم بالفعل وكانت أول عملية تجميد قد حدثت عام 1967 ولكن تجميدهم جميعاً كان بعد موتهم، وكان بهدف الحفاظ على أجسادهم فقط بما يشبه |التحنيط| . والجدير بالذكر هنا أن تكلفة عملية التجميد هذه ليست مكلفةً جداً خاصةً بالنسبة للأثرياء فهي لا تتعدى بضعة عشرات من آلاف الدولارات.

ما هي الجوانب الأخلاقيّة والقانونيّة لعملية تجميد البشر؟

  • من الناحية الأخلاقيّة قد تطرح هذه العملية الكثير من التساؤلات والاستفسارات مثل: هل يحق لأحد أن يجمّد نفسه وهو حي؟ وخاصةً إذا كان ميّتاً دماغيّاً ولكن قلبه وبقية أعضائه لا زالت تعمل، فهذا قريبٌ نوعاً ما إلى ما يُعرف بالموت الرحيم الذي لازال يثير الكثير من الجدل بين معارضٍ ومؤيد.
  • من الناحية القانونيّة فهناك إختلافاتٌ كثيرةٌ بين قوانين البلدان المختلفة ولكن بما أن العملية لا تزال غير ممكنة عملياً فلم يتم البحث في قانونيتها من قبل أي بلد حتى الآن.

في النهاية لابد من ذكر أن عمليّة تخفيض درجة حرارة الجسم البشري لإدخاله في سبات قد تمت تجربتها بالفعل على بعض المتطوعين الذين أعيد إنعاشهم بعد بضعة أسابيع فقط وقد كانت ناجحة، ولكن لم يتم تجريبها لفترات أطول مطلقاً.

 سليمان أبو طافش🔭

إرسال تعليق

كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك

يتم التشغيل بواسطة Blogger.